حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد
بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم قال
(الكمأة
من المن الذى أنزل الله على بنى إسرائيل وماؤها شفاء للعين)
أخرجه البخارى من طريق ابن عيينة.
روى
عنه ابن عمر وأبو الطفيل وعمرو بن حريث وزر بن حبيش وأبو عثمان
النهدى وعروة بن الزبير وعبدالله بن ظالم وأبو سلمة بن عبدالرحمن
وطائفة قرأت على أحمد بن عبدالحميد.
كان
والده زيد بن عمرو ممن فر إلى الله من عبادة الأصنام وساح فى أرض
الشام يتطلب الدين القيم فرأى النصارى واليهود فكره دينهم
وقال اللهم
إنى على دين
إبراهيم
ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم عليه السلام كما ينبغى ولا رأى من
يوقفه عليها وهو من أهل النجاة فقد شهد له النبى صلى
الله عليه
وسلم بأنه (يبعث
أمة وحده)
وهو ابن عم الإمام عمر بن الخطاب، رأى
النبى صلى
الله عليه
وسلم ولم يعش حتى بعث.
فنقل يونس بن بكير وهو من أوعية العلم بالسير عن محمد بن إسحاق قال
قد كان نفر من قريش زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل وعثمان
ابن
الحارث بن أسد وعبيدالله
بن جحش
وأميمة ابنة
عبد المطلب حضروا قريشا عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من
أعيادهم فلما اجتمعوا خلا أولئك النفر بعضهم إلى بعض وقالوا
تصادقوا وتكاتموا فقال قائلهم تعلمن والله ما قومكم على شئ
لقد أخطؤا دين إبراهيم وخالفوه فما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع
فابتغوا لأنفسكم قال فخرجوا يطلبون ويسيرون فى الأرض يلتمسون أهل
كتاب من اليهود والنصارى والملل كلها يتطلبون الحنيفية فأما ورقة
فتنصر
واستحكم فى النصرانية وحصل الكتب وعلم علما كثيرا،
ولم يكن فيهم أعدل شأنا من زيد اعتزل الأوثان والملل إلا دين
إبراهيم يوحد الله تعالى ولا يأكل من ذبائح قومه وكان الخطاب عمه
قد آذاه فنزح عنه إلى أعلى مكة فنزل حراء فوكل به الخطاب شبابا
سفهاء لا يدعونه يدخل مكة فكان لا يدخلها إلا سرا،
وكان الخطاب أخاه
أيضا
من أمه فكان يلومه على فراق دينه،
فسار زيد إلى الشام والجزيرة والموصل يسأل عن الدين.
|