بلال بن رباح رضى الله عنه

احدى معجزات الإيمان والصدق، والصبر على العذاب، جعلته المقادير عبدا يعيش عيشة الرق والعبودية، تمضى أيامه متشابهة قاحلة، لكن صدق إيمانه وعظمة الدين الذى آمن به جعله من بين عظماء الإسلام الخالدين.

إنه سيدنا بلال بن رباح الحبشى (أبو عبد الله) مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه حمامة من مولدى مكة لبنى جمح، وقيل من مولدى السراة، وقد اشتراه الصديق أبو بكر من المشركين بخمس أواقى وقيل بسبع أواقى وقيل بتسع أواقى وأعتقه ولزم النبى صلى الله عليه وسلم وأذن له وشهد معه جميع المشاهد وآخى النبى صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبى عبيدة بن الجراح، ثم خرج بلال بعد النبى صلى الله عليه وسلم مجاهدا إلى أن مات بالشام.

ونقل الحافظ أبو القاسم فى كنية بلال ثلاثة أقوال: أبو عبد الكريم وأبو عبد الله وأبو عمرو، وقال حدث عنه: أبو بكر وعمر وأسامة بن زيد وابن عمر وكعب بن عجرة والصنابحي والأسود وأبو إدريس الخولاني وسعيد بن المسيب وابن أبى ليلى والحكم بن مينا وأبو عثمان النهدى.

نعته

هو بلال بن رباح الحبشى الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول الكث الشعر، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه إلا ويحنى رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل: إنما أنا حبشى كنت بالأمس عبدا.

وروى أبو الدرداء أن عمر بن الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام ففعل ذلك، قال: وأخى أبو رويحة الذى آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينى وبينه؟ قال وأخوك، فنزلا دارا فى خولان فقال لهم: لقد أتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله وكنا مملوكين فأعتقنا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله فإن تزوجونا فالحمد لله وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما.