أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف
تجتمع
مع أبى طالب فى هاشم جد النبى صلى الله عليه وسلم،
أسلمت وهاجرت مع النبى صلى الله عليه وسلم، نقل عنها أنها كانت إذا أرادت أن تسجد لصنم وعلى رضى الله عنه
فى بطنها لم يمكنها،
يضع رجله
على بطنها ويلصق ظهره بظهرها ويمنعها من ذلك،
ولذلك يقال عند ذكره كرم الله وجهه،
أى عن أن يسجد لصنم،
وهى أول هاشمية ولدت هاشميا، ولما ماتت كفنها صلى الله عليه وسلم بقميصه لأنها كانت عنده
بمنزلة أمه وأمر
صلى الله عليه وسلم
أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصارى وعمر بن الخطاب وغلاما أسود
فحفروا قبرها بالبقيع فلما بلغوا لحدها حفره رسول الله صلى الله
عليه وسلم بيده وأخرج ترابه فلما فرغ اضطجع فيه وقال ﴿اللهم اغفر
لأمى فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك محمد
والأنبياء الذين من قبلى فإنك أرحم الراحمين﴾ فقيل يا رسول الله
رأيناك صنعت شيئا لم تكن صنعته بأحد قبلها فقال صلى الله عليه وسلم
﴿ألبستها قميصى لتلبس من ثياب الجنة واضطجعت فى قبرها
ليخفف
عنها من ضغطة القبر لأنها كانت من أحسن خلق الله تعالى صنعا إلىَّ
بعد أبى طالب﴾.
نشأته
تربى
الإمام على
رضى الله عنه عند النبى صلى الله عليه وسلم وذلك أنه
لما أصاب أهل مكة جدب وقحط أجحف بذوى
المروءة وأضر بذى العيال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه
العباس رضى الله عنه وكان من أيسر بنى هاشم يا عم إن أخاك أبا طالب
كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى فانطلق بنا إلى بيته لنخفف من
عياله عنه فتأخذ أنت رجلا وأنا آخذ رجلا فنكفلهما عنه،
فقال العباس افعل،
فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك
حتى ينكشف عن الناس ماهم فيه،
فقال لهما أبو
طالب إذ تركتما لى عقيلا وطالبا فاصنعا ما شئتما،
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فضمه إليه وأخذ العباس
جعفرا فضمه إليه،
فلم يزل على رضى الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعث
النبى
صلى الله عليه وسلم فاتبعه على رضى الله عنه وآمن به وصدقه وكان
عمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة،
وقال
ابن إسحاق أسلم على بن أبى طالب وهو ابن عشر وقيل غير ذلك.
وشهد المشاهد كلها ولم يتخلف إلا فى تابوك فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم خلفه فى أهله، فقال يا
رسول الله أتخلفنى
فى النساء والصبيان؟
قال ﴿أما ترضى أن تكون منى بمنزلة
هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى﴾ أخرجه الشيخان.
|