سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه

ولد رضى الله عنه بمكة بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر وأيام فيكون أصغر من النبى صلى الله عليه وسلم بسنتين وأربعة أشهر وأيام.

أمه: أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر وهى بنت عم أبى قحافة وقيل اسمها ليلى بنت صخر بن عامر أسلمت قديما حين كان المسلمون فى دار الأرقم.

من أسمائه

يقال كان اسمه فى الجاهلية عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو رضى الله عنه ابن أبى قحافة عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن أسيد بن تيم بن مرة، يلتقى هو ورسول الله فى مرة بن كعب، بين كل واحد منهما وبين مرة ستة أشخاص.

سمى عتيقا لأن النبى صلى الله عليه وسلم نظر إليه فقال ﴿هذا عتيق من النار﴾ وفى رواية ﴿من أراد أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبى بكر﴾ وقيل غير ذلك، وسماه النبى صلى الله عليه وسلم صديقا فقال ﴿يكون بعدى اثنا عشر خليفة أبو بكر الصديق لا يلبث إلا قليلا﴾ وكان على بن أبى طالب رضى الله عنه يحلف بالله أن الله أنزل اسم أبى بكر من السماء (الصديق) لتصديقه خبر الاسراء.

صفاته

كان نحيفاً خفيف اللحم أبيض، خفيف العارضين معروق الوجه أى قليل اللحم، ناتئ الجبهة غائر العينين يخضب بالحناء والكثم، ولم يشرب الخمر لا جاهلية ولا إسلاما ولم يسجد لصنم قط شهد المشاهد كلها.

إسلامه

أسلم وهو ابن سبعة وثلاثين وعاش فى الاسلام ستا وعشرين سنة وهو أول من أسلم من الرجال.

قيل فى عمدة التحقيق: رأيت فى بعض الكتب أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه لما كان تاجرا فى زمن الجاهلية كان سبب إسلامه أنه رأى يوما فى منامه وهو بالشام أن الشمس والقمر نزلا فى حجره ثم أخذهما بيده وضمهما إلى صدره وأسبل عليهما رداءه، فانتبه وذهب إلى راهب النصارى يسأله عن الرؤيا، فحضر عند الراهب وسأله عن الرؤيا وطلب منه التعبير.

فقال الراهب: من أين أنت؟

قال: من مكة.

ومن أى قبيلة؟

قال: من بنى تيم.

فقال: ما شأنك؟

قال: التجارة.

فقال له: يخرج فى زمانك رجل يقال له محمد الأمين تتبعه ويكون من قبيلة بنى هاشم وهو نبى آخر الزمان، لولاه ما خلق الله السماوات والأرضين وما يكون فيها، وما خلق آدم وما خلق الأنبياء والمرسلين وهو سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، وأنت تدخل فى دينه وتكون وزيره وخليفته من بعده، وقد وجدت نعته وصفته فى الإنجيل والزبور، إنى أسلمت به وآمنت به وكتمت إسلامى خوفا من النصارى.

قال: فلما سمع أبو بكر صفة النبى صلى الله عليه وسلم رق قلبه واشتاق إلى رؤيته، وقدم مكة فوجده، فكان يحبه ولا يصبر ساعة عن رؤيته، فلما طال الأمر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يا أبا بكر كل يوم تجئ إلى وتجلس معى ولا تسلم.

فقال أبو بكر: إن كنت نبيا فلابد لك من معجزة.

فقال النبى صلى الله عليه وسلم: أما يكفيك المعجزة التى رأيتها بالشام وعبرها لك الراهب، فلما سمع ذلك أبو بكر قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.

وأسلم على يده من العشرة سيدنا عثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهم.