أويس القرنى رضى الله عنه

هو القدوة الزاهد سيد التابعين فى زمانه، إنه الصحابى الجليل أويس بن عامر وقيل عمرو ويقال أويس بن عامر ابن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادى القرنى، وقرن: بطن من مراد.

 

قال العوام بن حوشب: ولد فى مهاجر النبى صلى الله عليه وسلم ومات سنة خمس وثمانين.

أدرك النبى صلى الله عليه وسلم وروى عن سيدنا عمر وسيدنا على، وروى عنه بشير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبى ليلى وذكره ابن سعد فى الطبقة الأولى من تابعى أهل الكوفة وقال كان ثقة، وقال ابن عدى شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا أن يشك فيه، وقال عبدالغنى بن سعيد القرني هو أويس أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم قبل وجوده وشهد صفين مع الإمام على وكان من خيار المسلمين، وروى ضمرة عن أصبغ بن زيد قال أسلم أويس على عهد النبى صلى الله عليه وسلم ولكن منعه من القدوم بره بأمه.

 

وعن سيدنا أبو هريرة رضى الله عنه قال: وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أويس فى حديثه قائلاً ﴿يا أبا هريرة إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الشعثة[1] رؤوسهم المغبرة[2] وجوههم، الخمصة بطونهم[3] إلا من كسب حلال الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا، قالوا: يا رسول الله كيف لنا برجل منهم قال: ذاك أويس القرنى، قالوا: وما أويس القرنى؟ قال: أشهل[4] ذا صهوبة[5] بعيد ما بين المنكبين[6] معتدل القامة، آدم
[7] شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره رام بذقنه إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن يبكى على نفسه، ذو طمرين[8] لا يؤبه له[9]، متزر بإزار[10] صوف ورداء صوف، مجهول فى أهل الأرض معروف فى أهل السماء، لو أقسم على الله لأبر قسمه، وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس: قف فاشفع فيشفع فى مثل عدد ربيعة ومضر، يا عمر ويا على إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما، يغفر الله تعالى لكما﴾.

 


[1]  الشعثة: أغبر متلبد
[2]  المغبرة: الشئ علاه التراب
[3]  الخمصة بطونهم: دخلت بطونهم فى جوفهم من الجوع
[4]  أشهل: أن يشوب إنسان العين حمره
[5]  الأصهب: ذو اللون الأصفر الضارب إلى شئ من الحمرة والبياض
[6]  المنكب: مجتمع رأس العضد والجمع مناكب
[7]  أدم: شديد السمرة
[8]  الطمر: الثوب الخلق البالى
[9]  لايؤبه له: لا يلتفت إليه
[10]  متزر: يلبس أزار

 

 

 

 

اللهم آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذى وعدته إنك لا تخلف الميعاد.

أويس القرنى