سيدنا موسى عليه السلام

وهو موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام قال تعالى {واذكر فى الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ووهبنا له من رحمتنا أخاه هرون نبيا}.

قد ذكره الله تعالى فى مواضع كثيرة متفرقة من القرآن وذكر قصته فى مواضع متعددة مبسوطة مطولة وغير مطولة.

كان فرعون قد علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا وتجبر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا وأعرض عن طاعة الحق وقسم رعيته إلى أقسام وفرق وأنواع يستضعف طائفة منهم وهم شعب بنى إسرائيل الذين هم من سلالة سيدنا يعقوب عليه السلام وكانوا إذ ذاك خيار أهل الأرض وكان يستعبدهم ويستخدمهم فى أخس الصنائع والحرف وأرداها وأدناها ويذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم، وكان الحامل له على هذا الصنيع أن بنى إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم أنه سيخرج من ذرية سيدنا إبراهيم عليه السلام غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه، وكانت هذه البشارة مشهورة فى بنى إسرائيل، فتحدث بها القبط فيما بينهم ووصلت إلى فرعون فذكرها له بعض أمراءه، فأمر عند ذلك بقتل أبناء بنى إسرائيل حذرا من وجود هذا الغلام ولن يغنى حذر من قدر.

وذكر السدى عن أبى صالح وأبى مالك عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة أن فرعون رأى فى منامه كأن نارا قد أقبلت من نحو بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميع القبط ولم تضر بنى إسرائيل فلما استيقظ هاله ذلك فجمع الكهنة والسحرة وسألهم عن ذلك فقالوا هذا غلام يولد من هؤلاء يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النسوان.

والمقصود أن فرعون احترز كل الاحتراز وقد جعل رجالا وقوابل يبحثون على الحوامل ويعلمون ميقات وضعهن فلا تلد امرأة ذكرا إلا ذبحه أولئك الذباحون.

كما أمر فرعون بقتل الولدان بعد بعث سيدنا موسى ولهذا قال بنو إسرائيل لسيدنا موسى {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} وفرعون أمر بقتل الغلمان أولا حذرا من وجود هذا الطفل والقدر يقول:

يا أيها الملك الجبار المغرور بكثرة جنوده وسلطة بأسه واتساع سلطانه قد حكم العظيم الذى لا يغالب ولا يمانع ولا يخالف أقداره أن هذا المولود الذى تحترز منه وقد قتلت بسببه من النفوس ما لا يعد ولا يحصى لا يكون مرباه إلا فى دارك وعلى فراشك ولا يغذى إلا بطعامك وشرابك فى منزلك وأنت الذى تتبناه وتربيه وتتعداه ولا تطلع على سر معناه ثم يكون هلاكك فى دنياك وأخراك على يديه لمخالفتك ما جاءك به من الحق المبين وتكذيبك ما أوحى إليه لتعلم أنت وسائر الخلق أن رب السموات والأرض هو الفعال لما يريد وأنه هو القوى الشديد ذو البأس العظيم والحول والقوى والمشيئة التى لا مرد لها.

 

 

 

اجعلنى من أمة أحمد

سيدنا موسى