هو
سيدنا لقمان بن باعور بن ناحور بن تارح، وقيل هو ابن أخت سيدنا
أيوب عليه السلام، وقيل بل ابن خالته.
وكان نوبيا
من أهل أيلة،
وكان رجلا صالحا ذا عبادة وعبارة وحكمة عظيمة،
ويقال كان قاضيا فى زمن
سيدنا
داود عليه السلام.
وعن
سيدنا عبد الله
بن عباس
رضى الله عنهما
قال:
كان
عبدا حبشيا نجارا،
وعن سعيد بن المسيب قال:
كان لقمان من سودان مصر ذو مشافر أعطاه الله الحكمة.
وجاء
رجل
أسود إلى سعيد بن المسيب يسأله فقال له سعيد لا تحزن من
أجل
أنك أسود فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان،
بلال،
ومهجع مولى عمر،
ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر.
وقد
أتى
رجل
إلى سيدنا لقمان
وهو فى مجلس أناس يحدثهم فقال له ألست الذى كنت ترعى معى الغنم فى
مكان كذا وكذا؟
قال نعم،
قال فما بلغ بك ما أرى؟
قال صدق الحديث والصمت عما لا يعنينى،
وفى رواية أخرى قال
قدر الله وأداء الأمانة وصدق الحديث وترك ما لا يعنينى.
وقد
وقف رجل على
سيدنا لقمان الحكيم
وقال
له:
أنت لقمان عبد بنى النحاس؟ قال نعم،
قال فأنت راعى الغنم الأسود؟
قال أما سوادى فظاهر فما الذى يعجبك من
أمرى؟
قال وطء الناس بساطك وغشيهم بابك ورضاهم بقولك، قال يا ابن أخى إن صنعت ما أقول لك كنت كذلك،
قال ما هو؟
قال
لقمان:
غضى بصرى وكفى لسانى وعفة مطمعى وحفظى فرجى وقيامى بعدتى ووفائى
بعهدى وتكرمتى ضيفى وحفظى جارى وتركى ما لا يعنينى فذاك الذى صيرنى
كما ترى.
|