سيدنا إبراهيم وسيدنا لوط وسيدنا إسماعيل عليهم السلام

فهو عليه السلام إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، وذكر الحافظ ابن عساكر أن اسم أمه أميلة وقال الكلبى اسمها بونا بنت كربنا بن كرثى من بنى أرفخشذ بن سام بن نوح.

وروى ابن عساكر عن عكرمة أنه قال كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يكنى أبا الضيفان، ولما كان عمر تارح خمسا وسبعين سنة ولد له سيدنا إبراهيم عليه السلام وناحور وهاران، وولد لهاران سيدنا لوط عليه السلام، وقيل أن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو الأوسط وأن هاران مات فى حياة أبيه فى أرضه التى ولد فيها وهى أرض الكلدانيين أى أرض بابل وهذا هو الصحيح المشهور عند أهل السير والتواريخ والأخبار.

وصحح ذلك الحافظ ابن عساكر بعد ما روى من طريق هشام بن عمار عن الوليد عن سعيد بن عبدالعزيز عن مكحول عن ابن عباس قال ولد إبراهيم بغوطة دمشق فى قرية يقال لها برزة فى جبل يقال له قاسيون ثم قال والصحيح أنه ولد ببابل وإنما نسب إليه هذا المقام لأنه صلى فيه إذ جاء معينا للوط عليه السلام.

ثم تزوج سيدنا إبراهيم سارة وكانت عاقرا لا تلد، وانطلق تارح بابنه إبراهيم وامرأته سارة وابن أخيه لوط بن هاران فخرج بهم من أرض الكلدانيين إلى أرض الكنعانيين، فنزلوا بأرض حران فمات فيها تارح وله مائتان وخمسون سنة، وهذا يدل على أنه لم يولد بحران وإنما مولده بأرض الكلدانيين وهى أرض بابل وما والاها، ثم ارتحلوا قاصدين أرض الكنعانيين وهى بلاد بيت المقدس فأقاموا بحران وهى أرض الكشدانيين فى ذلك الزمان، وكذلك أرض الجزيرة والشام أيضا وكانوا يعبدون الكواكب السبعة والذين عمروا مدينة دمشق كانوا على هذا الدين يستقبلون القطب الشمالى ويعبدون الكواكب السبعة بأنواع من الفعال والمقال ولهذا كان على كل باب من أبواب دمشق السبعة القديمة هيكل بكوكب منها، ويعلمون لها أعيادا وقرابين، وهكذا كان أهل حران يعبدون الكواكب والأصنام وكل من كان على وجه الأرض كانوا كفارا سوى سيدنا إبراهيم الخليل وامرأته وابن أخيه لوط عليهم السلام.

وكان الخليل عليه السلام هو الذى أزال الله به تلك الشرور وأبطل به ذاك الضلال فإن الله سبحانه وتعالى أتاه رشده فى صغره وابتعثه رسولا واتخذه خليلا فى كبره قال تعالى {ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين} أى كان أهلا لذلك.

وذكر الحق سبحانه ما كان بينه وبين عمه آزر من المحاورة والمجادلة وكيف دعاه إلى الحق بألطف عبارة وأحسن إشارة بين له بطلان ما هو عليه من عبادة الأوثان التى لا تسمع ولا تبصر فكيف تغنى عنه شيئا أو تفعل به خيرا من رزق أو نصر.

ثم قال منبها على ما أعطاه الله من الهدى والعلم النافع وإن كان أصغر سنا من عمه {يا أبت إنه قد جاءنى من العلم مالم يأتك فاتبعنى اهدك صراطا سويا} وقد اختلف البعض فى أبى إبراهيم عليه السلام هل هو تارح أم آزر والصحيح أنه تارح أبوه وآزر عمه.

 

 

 
 

ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم

سيدنا إبراهيم