سيدنا داود وسيدنا سليمان عليهما السلام

هو داود بن إيشا بن عوفيذ بن يوعز بن سلمون بن يخشوب بن عمينوذب بن رم بن حصرون بن بارص بن يهوذا بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه وخليفته فى أرض بيت المقدس.

كان عليه السلام أزرق العينين، أحمر الوجه، دقيق الساقين، سبط الشعر، أبيض الجسم، طويل اللحية فيها جعودة، حسن الصوت والخلق، طاهر القلب.

وكان عليه السلام أصغر إخوته، وقد أتى يوما إلى أبيه وقال له: يا أبتاه ما قذفت بمقلاعى هذه شيئا إلا أصبته وصرعته، فقال له: أبشر يا بنى إن الله قد جعل رزقك تحت مقلاعك.

ثم آتاه يوما آخر وقال له: يا أبتاه لقد دخلت بين الجبال فرأيت أسدا رابضا فركبته وقبضت بأذنيه وقبضت على فكيه وكسرتهما بيدى من غير سكين ولا ضرب بحديد وتراه هناك مقتولا، فقال له: أبشر يا بنى إن هذا خير أعطاكه الله.

ثم آتاه يوما آخر وقال له: يا أبتاه إنى أمشى بين الجبال فأسبح فما يبقى جبل إلا ويسبح معى، فقال له: أبشر يا بنى إن هذا خير أعطاه الله وسيكون لك شأن عظيم.

فلما دانت ملاقاة طالوت وجالوت، وكان جالوت من أشد الناس وأقواهم وكان يهزم الجيوش وحده، وكان له فرس أبلق، فقال جالوت لطالوت: أخرج إلىّ أو أخرج من شئت أن يقاتلنى، فإن قتلتنى لك مملكتى، فشق ذلك على طالوت فنادى فى عسكره من قتل جالوت زوجته ابنتى وناصفته مملكتى، فخاف الناس قتال جالوت ولم يجبه أحد، فسأل طالوت نبيهم سيدنا شمويل عليه السلام، فسأل سيدنا شمويل ربه فأخبره أن من ولد إيشا من يقتل جالوت وإنى سأجعله خليفة فى الأرض من بعدك وأعلمه فصل الخطاب وهو راعى غنم، فأخبر طالوت، فأرسل إليه، فلما رآه قال له: هل لك أن تقتل جالوت وأزوجك ابنتى وأجرى حكمك فى مملكتى؟ فقال: نعم، فقال له: هل لقيت من نفسك شيئا تتقوى به على قتله؟ فقال له: أنا راعى غنم فيجئ الأسد والنمر والذئب ليأخذ شيئا فأقوم إليه وأقبضه وأقتله بيدى، فلما سمع طالوت ذلك رده إلى عسكره، وهو فى الطريق ناداه حجر وقال له: احملنى فأنا حجر هارون الذى قتل به فلان، فوضعه فى مخلاه، ثم ناداه حجر آخر وقال له: احملنى فأنا حجر موسى الذى قتل به فلان، فوضعه فى مخلاه، ثم ناداه حجر ثالث قائلا: احملنى فأنا حجرك الذى تقتل به جالوت وقد خبأنى الله لك، فوضعه فى مخلاه، فلما استعدا للقتال، أعطى طالوت سيدنا داود فرسا ودرعا وسلاحا، فلما برز جالوت وسأل المبارزة، فارتدى سيدنا داود الدرع والسلاح وامتطى فرسه وخرج لملاقاة جالوت، فوجد فى نفسه زهوا، فسار قليلا ثم عاد مسرعا إلى طالوت، فقال من حول طالوت له: لقد جبن الغلام، فلما رجع سيدنا داود إلى طالوت سأله طالوت ما شأنك؟

 

 
 

رب هب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى

سيدنا سليمان