الحمد لله الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم، الأزلى القديم الذى لم يزل باقيا سرمديا بلا انقضاء ولا انفصال ولا زوال يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء وهو العلى الكبير الذى خلق كل شيء فقدره تقديرا ورفع السموات بغير عمد وزينها بالكواكب وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ووضع الأرض للأنام على تيار الماء وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام قبل خلق السماء وأثبت فيها من كل زوجين اثنين وبدأ خلق الإنسان من طين وجعل نسله من سلالة من ماء مهين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه المصطفى من خلاصة العرب خاتم الأنبياء وصاحب الحوض الأكبر صاحب الشفاعة العظمى والمقام المحمود وحامل لواء الحمد صلى الله عليه وعلى سائر اخوانه من النبيين والمرسلين وسلم وشرف وكرم أزكى صلاة وتسليم وأعلى تشريف وتكريم ورضى الله عن جميع أصحابه الغر الكرام الميامين السادة النجباء الأعلام خلاصة العالم بعد الأنبياء ما اختلط الظلام بالضياء وأعلن الداعى بالنداء وما نسخ النهار ظلام الليل البهيم.

{وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء} سبحانه وتعالى خلق الدنيا ثم قدر أقواتها فى أربعة أيام ثم استوى على العرش فى اليوم السابع، هذا كله ليس عليه خلاف وقد أجمع عليه علماء الأمة، أما تفصيل هذا الأسبوع ففيه بعض الأقوال وقد أجمعت بأنه سبحانه خلق الدنيا فى يومين الأحد والإثنين وقدر أقواتها فى أربعة أيام، الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ثم استوى على العرش يوم السبت بمعنى أن الاسم الله جمع الأسماء الإلهية واستوى على العرش، وقد اختلفوا فى الأيام هل هى كيومنا هذا أم اليوم بألف سنة، فسبحانه خلق الدنيا فى سبع أيام وخلق السموات سبع وخلق الأرضين سبع.

وقد أورد النيسابورى المعروف بالثعلبى صاحب (عرائس المجالس) أن الله تعالى عندما أراد أن يخلق السماء والأرض خلق جوهرة خضراء أضعاف طباق السماء والأرض ثم نظر إليها نظرة هيبة فصارت ماء ثم نظر إلى الماء فغلا وارتفع منه زبد ودخان وأرعد من خشية الله فخلق من ذلك الدخان السماء لقوله {ثم استوى إلى السماء وهى دخان} ثم خلق من الزبد الأرض وكان أول ما ظهر من الأرض على وجه الماء مكة فدحا الله الأرض من تحتها وقيل أن من ذلك سميت أم القرى أى أصلها، وقيل أن الأرض فوق نون عظيم ويقال أن اسمه لوتيا وكنيته بلهوت والمشهور أن لقبه بهموت، والنون فوق صخرة وهذه الصخرة التى تكلم عنها سيدنا لقمان فقال {يا بنى إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السموات أو فى الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير} والصخرة فوق الماء والماء فوق متن الريح والريح على القدرة وثقل الأرض وما عليها حرفان فى كتاب الله (كن) فكانت، وقيل أيضا أن هناك جبلا عظيما محيط بالأرض ويسمى جبل (ق).

 

 

 

 

 

 

يارب أسألك بحق محمد لما غفرت لى

سيدنا آدم